تأهل مستحق وإستعراضي !

بعد أربعة أيام من فوزه العريض والمقنع أمام ديجون (4-0) في الدوري، وجد الباريسيون مجددا أندرينالين الكأس وتشويقها بتنقلهم إلى ليون لمواجهة الأولمبيك المحلي في غروباما ستاديوم، في نصف نهائي هذه المسابقة. المدرب توخيل قرر مواصلة العمل بطريقة 4-4-2 لمواجهة هذه المعركة الشرسة أمام فريق في أوج ثقته.

نوايا الفريقين ظهرت منذ البداية، وعناصر المعركة الكروية توضحت منذ ضربة البداية: شراسة وقوة في الصراعات الثنائية، إندفاع سريع نحو الهجوم وفرص عديدة للفريقين. ربع الساعة الأولى شهد تبادل الفريقين الفرص، كيليان مبابي (1، 6)، مارتن تيريي (4)، لوكا توزار (5)، ليو دوبوا (6) ونيمار (7) حاولوا جميعا تجريب حظهم لكن دون جدوي. الحظ إبتسم أخيرا لأصحاب الأرض الذي كان وراءهم أنصارهم بقوة، وتمكنوا من إفتتاح باب التسجيل بواسطة مارتن تيريي الذي استقبل كرة سانحة من كارل توكو إكامبي (1-0، 11). غير أن الرد الباريسي لم يتأخر، حيث وبعد مرور ثلاث دقائق فقط، تمكن كورزاوا من إستقبال كرة ركنية برأسية محكمة حولها كيليان مبابي داخل المرمى (1-1، 14).

 

وأمام الضغط الليوني، تقمص الحارس كيلور نافاس قميص المنقذ، بتدخله المتألق أمام تيريي مرة أخرى بعد أن إنفرد بالحارس الباريسي بعد تمريرة محكمة في العمق (31). قبل أن يتسعيد رجال توخيل توازنهم ويتجهون نحو الهجوم، حيث رفض الحكم هدفا لكافاني بداعي التسلل (35)، قبل أن يحاول إدريسا غاي ولكن الدفاع الليوني نجح في إبعاد الخطر (41)، قبل أن تصطدم تسديدة الماتادور على الطائر بعد تمريرة رائعة من نيمار بالقائم (42).

بعد العودة من غرف تغيير الملابس، ظلت عناصر تشويق الشوط الأول قائمة: صراعات ثنائية قوية، إندفاع بدني، هجمات سريعة خاطفة، وحارسان في يومهما ومدافعون لم يهدؤوا. وشهدت المباراة منعرجها الحاسم بعد مرور نحو ساعة من إنطلاقتها، حيث مرر مبابي كرة عرضية سانحة لكافاني الذي راقبها داخل منطقة العمليات لكن المدافع مارسال رد الكرة بيده، قأعلن الحكم ركلة جزاء وأخرج بطاقة صفراء ثانية لمدافع ليون الذي ترك زملاءه منقوصين عدديا، فيما إنبرى نيمار لركلة الجزاء بنجاح مبهر مضاعفا النتيجة للباريسيين (1-2، 64).

 

بتفوقهم العددي إستغل رجال توخيل الوضع لتوسيع الفارق بواسطة المتألق مبابي، الذي إنطلق بداية من منطقة فريقه حيث تلاعب بالدفاع الخصم قبل أن يمحو آخر مدافع ويسدد الكرة داخل المرمى (1-3، 70)، وحافظ الباريسيون على جديتهم في هذه المواجهة وتمكنوا من قتل المباراة بواسطة سارابيا (1-4، 81)، قبل ان يختم مبابي مهرجان الأهداف في الوقت بدل الضائع بتسجيله الهدف الخامس مسجلا هدفه الشخصي الثالث (1-5، 92).

الباريسيون الذين أظهروا تضامنا وفعالية وقوة كبيرة، عرفوا كيف يردوا لأجمل وأفضل الطرق بعد تأخرهم بهدف، ليقتطعوا تأشيرة التأهل إلى نهائي أعرق المسابقات الكروية.