باريس يتجاوز نيس ويطير إلى نصف النهائي !

في خضم زوبعة روزنامة مبارياته المثيرة، التي تتخللها رحلات ومسابقات ومشاعر متنوعة، عاد باريس سان جيرمان إلى حديقة الأمراء لينغمس في سحر كأس فرنسا. وكان فريق نيس هو منافس الباريسيين في طريقهم إلى المربع الأخير! لم ينهزموا منذ أكثر من 4 أشهر، ولكن في مواجهة الفريق الوحيد الذي أسقطهم في الدوري هذا الموسم، حان وقت مطاردة الحصان الأسود ! ولتحقيق الهدف أقحم لويس إنريكي تشكيلة أساسية هجومية بقدر ما كان جذابة، مع وجود السسريعين كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي في الهجوم. وبعد حرمانه من ماركينيوس بسبب الاصابة، اعتمد الفني الإسباني مرة أخرى على محور دفاع متكون من هيرنانديز-بيرالدو.

كما كان متوقعًا، تركت مباراة باريس ونيس المجال لمعركة تكتيكية رائعة بين فريقين مشهورين بأسلوبهما وسعيهما للحصول على الكرة. الفرق هو أنه إذا كان فريق نيس قد بنى استراتيجيته على دفاع محكم، فقد واجه فريقا باريسيا مساء الأربعاء، فعالا هجوميا. وعلى وجه التحديد، في هذه المباراة الصغيرة، كانوا هم من جعلوا خصومهم يشعرون بالدوار بسرعة كبيرة، معتمدين على سرعتهم بقدر ما اعتمدوا على جودة مراوغاتهم. ووسط هذا المشهد المثير من غير هداف البطولة الحالي الذي يمكنه أن يخادع دفاع الفريق الجنوبي؟ بعد تبادل رائع مع فابيان رويز، أظهر كيليان مبابي الذي نهمهى من جهة وإحساسه بالهدف من جهة أخرى ليفتتح باب التسجيل (1-0، د15).

وكان هذا كل ما كان مفقودا، في نهاية المطاف. افتتاح النتيجة حتى تتجسد السيطرة الكاملة على المباراة في وابل من الفرص، من غونسالو راموس الشره (د 23) إلى القائم من مبابي (اد25) ثم محاولة كانغ إن لي (د30) أو هذه الكرة من عثمان ديمبيلي التي لامت القائم (د31) تتابعت الأمواج على مرمى بولكا، أحد قاطني الحديقة القدامى، حتى استسلم مجددا ! ومن لاعب وسط جاء الهدف الثاني. بعد ضغط ناجح من عثمان ديمبيلي، عادت الكرة إلى فابيان رويز، الذي عدل حارس مرمى نيس بوجه قدم مثالية ! (2-0، د32).

الباريسيون، لعبوا بسلاسة وبطريقة جماعية ومتماسكين، قدموا عرضًا جميلا لجمهورهم... ولكن على عكس كل التوقعات - وخاصة ضد مسار المباراة حيث وفي الوقت الذي كان فيه رأس نيس تحت الماء تمامًا - تمكن من تقليص الفارق بواسطة لابورد، بعد موقف مربك في منطقة العمليات(2-1 ، د37). هدف حرك الضيوف وبعث بينهم الأمل، غير أن فترة الاستراحة أوقفت اندفاعهم.

بعد الاستراحة، عاد الباريسيون مصممين على تطبيق تعليمات مدربهم لويس انريكي وتمكنوا من ذلك ببراعة، حتى تمت مكافأتهم برأسية من كان لوكاس بيرالدو، الذي كان يتربص في القائم البعيد مسجلا هدفه الأول بالقميص الأحمر والأزرق! (3-1، 60).

في مثل هذه المباراة الحاسمة، حيث تتناغم الهزيمة مع الإقصاء، كان من المتوقع أن يحاول لاعبو المدرب فرانشيسكو فاريولي بذل قصارى جهدهم في نصف الساعة الأخير. وكان لهم الفضل في تقديم نهاية مباراة مثيرة ومحفوفة بالمخاطر بقدر ما كانت مفتوحة. لكن الفريق الباريسي ظل متحدًا حتى النهاية وحفاظ على هذه النتيجة.

بنتيجة لاغبار عليها، بلغ باريس سان جيرمان المربع الأخير من نسخة 2023-2024 من كأس فرنسا، حيث سيلتقي مع ستاد رين. خطوة أخرى على طريق التتويجات. الباقي سيأخذنا إلى الجنوب، اعتبارًا من يوم الأحد، لمباراة ضد مونبلييه قبل مباراة إالكلاسيكو المثيرة ضد الغريم مرسيليا عند العودة من فترة التوقف الدولي.