باريس، كأس أخرى في الأفق

تأهل باريس سان جرمان إلى المباراة النهائية من كاس فرنسا للمرة ... السابعة عشرة في تاريخه ! نعم فريق العاصمة الذي سبق له التتويج بالسيدة الكأس الوطنية 12 مرة يملك علاقة خاصة مع هذه المسابقة التي بلغت مئويتها ودخلت التراث الكروي الفرنسي.

 
في مسابقة كأس فرنسا تبدو جميع المؤشرات والأضواء خضراء وتصب في مصلحة باريس سان جرمان. حيث تمكن زملاء مبابي من حجز بطاقة لهم في المباراة النهائية بعد أن تمكنوا من تجاوز الدور نصف النهائي التاسع عشر للفريق، بعد أن فازوا في ثالث نصف نهائي في السنوات الخمس عشرة الأخيرة على نانت ! فقد أوقف الباريسيون مرة أخرى إندفاع الكناري على أبواب ستاد فرانس (بعد 2004 و2006) وحرموهم من التأهل وبالتالي عدم مواجهة رين في المباراة النهائية يوم 27 أبريل المقبل. لن يكون هناك ديربي إذن في نهائي الكأس، ولكن على فريق لابروتان أن يضع في حسبانه أيضا أن الباريسين على ارضية ستاد دو فرانس كأنهم يلعبون في عرينهم. كأنهم ليس جغرافيا فقط بحكم وجود الملعب في الضواحي الباريسية، ولكن أيضا بالنظر إلى الأرقام وحصيلة النادي في هذا الصرح.

ففي ظرف أربع سنوات ممتالية سقط كل من أوكسير (1-0 في 2015)، مرسيليا (4-2 في 2016)، أنجيه (1-0 في 2017) وأخير ليزيربييه (2-0 في 2018).
هي مرحلة ظرفية فقط؟ كلا، لأن حامل اللقب أربع مرات سجل حضورا منتظما وكثيفا في المباريات النهائية قبل ذلك، وسيشارك بعد أقل من شهر في مباراته النهائية السابعة عشرة (خسر 4 فقط) وحده مرسيليا حقق مثل هذا الرقم (19 نهائي)، ولكن النادي الجنوبي لا يملك الرصيد نفسه والنجاح نفسه على مستوى النتائج (10 تتويجات، 9 خسارات). بينما رفع الفريق الأحمر والأزرق هذه الكأس 12 مرة، وبات يحمل الرقم القياسي في عدد التتويجات.

في الواقع منذ المباراة النهائية الأولى ( فاز فيها على سانت إتيان عام 1982، وكانت فأل خير...) نسج فريق عاصمة الأنوار علاقة خاصة وقوية مع السيدة الكأس، بل علاقة حب قوية مع من تلقبها بحنان الأندية ال6986 المشاركة سنويا فيها "بالسيدة العجوز". مسابقة عريقة ومحبوبة في المشهد الكروي الفرنسي، تجمع بين الهواة والمحترفين، وعادة ما تشهد مفاجآت من العيار الثقيل. ولكل جيل من الأنصار الباريسين مشاعره: بعض الخيبات، فرح وسعادة في غالب الأحيان، مثلما حدث في كلاسيكو ناري منذ 13 عاما (2-1 أمام مرسيليا عام 2006). ومنذ جيل ماركي، فيراتي وكافاني فإن الوضع تحول إلى تتويج منتظم لإثراء خزائن النادي الباريسي. الباريسيون الذين لم يتذوقوا طعم الخسارة في هذه المسابقة منذ 2014، سجلوا هذا الأربعاء في بارك دي برنس فوزهم ال29 على التوالي في كاس فرنسا. بالنسبة للفوز ال30 يجب التريث؟ نأمل ذلك، لانه يمكن أن يكون في ستاد دو فرانس...