باريس فسح المجال

News

أهم اللحظات تحت المجهر:
من سعادة أولد ترافورد إلى دموع بارك دي برنس. قبيل الحادية عشرة ليلا بقليل، سقطت الصاعقة على رؤوس الباريسين، وإغتسل الباريسيون واقعا ومجازا بماء بارد من طرف مانشستر يونايتد، في الوقت بدل الضائع العزيز والغالي على الشياطين الحمر...من ركلة جزاء سخية جدا، تمكن راشفورد من مخادعة بوفون، وبالتالي هدم جميع آمال نادي العاصمة الفرنسية (1-3، د94)...يصعب إيجاد العبارات، بل يبدو الأمر مستحيلا لوصف هذه اللحظات وهذا الآداء. والوقت ليس لإيجاد الأعذار أيضا، ولكن هناك سهرات تنعكس فيها الأمور ولا شيء يسير باتجاه ما نريد.

حتى في لحظات الثقة التامة، حتى بالتقدم بهدفين في المرحلة الأولى من المواجهة، حتى بأحد عشر لاعبا مطابقا لمباراة الذهاب، ليس بالسهل أبدا تأكيد أي تأهل في دوري الأبطال.

 

تحت أمطار بارك دي برنس الغزيرة، جمهور باريس أخذ أول حمام بارد في بداية المباراة عندما إسترجع لوكاكو كرة سانحة في الدفاع، راوغ بوفون واختتم اللقطة بهدف التقدم (1-0، د2). في ظرف 120 ثانية توقد أمل النادي الإنكليزي من جديد. قبل أن يستعدي الباريسيون الطمأنينة بفضل بيرنات الذي إستقبل كرة على طبق من ذهب من مبابي معدلا النتيجة (1-1، د12) ! هل حلت البركة؟ تقريبا، لاننا لم نشاهد الدقائق التالية إلا فريقا واحدا على أرضية الميدان (87 بالمئة نسبة غمتلاك الكرة للباريسين في الدقائق الــ25 الأولى). سيطرة ضاعت خلالها عدة فرص كتلك التي أهدرها بيرنات الذي رد دي خيا كرته ببراعة (20)، ثم دي ماريا الذي جانبت كرته الصاروخية المرمى بقليل (21). وكما في مباراة الذهاب تكفل كيمبيمبي بالمعارك الدفاعية وفيراتي بتنشيط وسط الميدان ومبابي بتحريك الخط الأمامي، ولكن رغم هذه المؤشرات الإيجابية إلا أن خيبة جيدة حلت...راشفورد سدد كرة من على بعد 25 مترا لم يستطع بوفون إمساكها فردها في قدم لوكاكو الذي أضف هدف التقدم للزوار (1-2، د25). بعد هذه العودة للشياطين الحمر مجددا تحولت المعطيات. وكان الشيء المؤكد الوحيد عند إنتهاء الشوط الأول: جمهور بارك دي برنس لن يحضر لوقت إضافي.

ومع عودة اللاعبن إلى أرضية الميدن، إعنقد جمهور الحديقة أنه تنفس مجددا الصعداء ومحى الضغط، عندما جل دي ماريا هدفا، لكن الحكم رفضه بداعي التسلل (56). وكمؤشر لمآل هذه السهرة، خرج دراكسلير بعد تعرضه لإصابة عضلية في فخذخ (70). الباريسيون فرضوا حصارا مطبقا على منطقة مانشستر يونايتد الذي لم يستطع لاعبوه تجاوز خط الثلاثين متر وكان عليهم إنتظار تدخل دي خيا لإبعاد تسديدة لمونييه للحفاظ على آمالهم قائمة (83). قبل أن يحرم القائم الباريسيين من هدف من تسديدة لبيرنات (83) ! قبل أن يحين وقت ركلة الجزاء تلك التي صفرها الحكم بعد العودة إلى تقنية الفيديو (91) ! البقية؟ لسنا مستعدين لفتح الجراح مجددا، فليحيا هذا المساء...

 

الوقائع مؤلمة وغير مسبوقة: لم يسبق لباريس سان جرمان أن تلقى هدفين في الدقائق الثلاثين الأولى في مباراة لدوري الأبطال منذ...22 عاما. والأدهى أنه لم يسبق لأي فريق أن أقصي من هذه المسابقة بعد تقدمه بهدفين نظيفين خارج أرضه ذهابا. مؤشران رقميان يعطيان الإنطباع الأولي على الخيبة التي حلت بالباريسيين هذا المساء وعلى قدر مرارة هذا الإقصاء ووقع على العاصمة الفرنسية...