الباريسيون يسحقون غريمهم المرسيلي !

في خضم مباريات المناسبات الكبيرة والمواعيد المهمة، وبعد وهج وأضواء دوري الابطال، حان موعد كلاسيك الدوري الفرنسي. وجددت حديقة الأمراء الموعد مع معشوقيها لحضور قمة كروية ينتظرها الأنصار منذ تاريخ الإعلان عنها. وأقحم المدرب الباريسي لويس أنريكي بهذه المناسبة تشكيلة هجومية لإحراج الغريم التقليدي المرسيلي. تشكيلة فاجأت المراقبين زج بها المدرب الباريسي اعتمدت على ثلاثة مدافعين وأربعة لاعبين ذوي نزعة هجومية : كيليان مبابي، راندال كولو مواني، عثمان ديمبيلي والشاب برادلي باركولا، الذي خاض أول مباراة له كلاعب أساسي بألوان فريقه الجديد.

بالتأكيد أن الضغط كان موجودا وعاليا، وأول الاحتكاكات كانت قوية وأعطت المؤشرات الأولى لسيناريو هذه المواجهة. لكن كلاسيكو أو لا، الباريسيون كانت لديهم ورقة طريق واضحة يجب الالتزام بها. والرهان بالنسبة للويس أنريكي لم يكن التأقلم والتكيف مع الخصم، بل فرض طريقة اللعب الباريسية، وكان على لاعبينا الركض كثيرا مجددا للحفاظ على الضغط على الخصم وعدم تركه ينال فرصة تنظيم اللعب.

وأعطى هذا التنظيم ثماره سريعا، بفضل عبقرية أشرف حكيمي، الذي سبق وأن كان هدافا في المباراة السابقة أمام دورتموند، حيث سدد ركلة حرة مباشرة بإتقان وأسكنها الشباك مفتتحا باب التسجيل للفريق العاصمي (1-0، 8). بعد الهدف تفنن الباريسيون واستعرضوا فنياتهم وتناسقهم الجماعي، بالمقابل حاول الخصم باحتشام العودة وأتيحت له فرصة وحيدة في هذا الشوط من رأسية لفياينيا اصطدمت بالعارضة الأفقية للحارس دوناروما (21).

وكانت هذه المحاولة بمثابة التنبيه أو التحذير للباريسيين الذين أعادوا تنظيم صفوفهم، فيما اضطر المدرب لويس انريكي إلى تغيير هداف الفريق كيلان مبابي بداعي الإصابة بزميله غونسالو راموس. وبرباعي غير مسبوق لم يسبق له أن عاش مباراة كلاسيكو أكمل الباريسيون هذه القمة الكروية. ولم يؤثر هذا التغيير في آداء الفريق الأحمر والازرق، ومن تسديدة صاروخية من الدولي المغربي حكيمي ردها القائم، انقض راندال كولو مواني على الفرصة واستغل الكرة المرتدة بمهارة مضاعفا النتيجة لفريقه (2-0، 37).

وبدأ الباريسيون الشوط الثاني بالعزيمة والإصرار نفسيهما وواصلوا سيطرتهم المحكمة على المباراة وبكروا أيضا بالتسجيل بعد انطلاقة تشبه انطلاق القطار السريع من اللاعب ديمبيلي الذي مرر كرة عرضية لغونسالو راموس الذي تمكن من تسجيل الهدف الثالث برأسية محكمة(3-0، 47). وسجل بالتالي الدولي البرتغالي دخولا موفقا وافتتح أيضا عداد أهدافه مع فريقه الجديد، بل أضاف هدفا شخصيا ثانيا ورابعا لفريقه بعد هجوم معاكس سريع قاده كولو مواني الذي مرر للدولي البرتغالي المنفرد في الجهة المقابلة ووضعها راموس في مرمى الحارس الجنوبي (4-0، 89).

ماذا يمكن القول أكثر حول هذه المتعة وهذا الآداء الجميل؟ يمكننا مواصلة عد الفرص التي أتيحت للباريسيين، وشرح المشاعر، ومحاولة وصف الأجواء ا، لحماسية الرائعة في بارك دي برنس ولكن ما يمكن الاحتفاظ به في النهاية هو هذا الآداء الجماعي المتألق وجرأة المدرب وفرحة شعب كامل. وهذا يكفي.

لقد كانت لحظات رائعة، وسهرة لا تنسى مع لاعبينا لذين عرفوا كيف يتجاوزون خصمهم بالطريقة والفعالية واللعب الجماعي، حيث قدموا قمة رائعة وفت بكل وعودها بكثير من الشجاعة والإصرار. وبعد 3 مباريات متتالية على أرضهم وأمام جماهيرهم سينتقل باريسيونا في المكباراة المقبلة إلى كليرمون فيران قبل العودة إلى الأجواء الأوروبية بالتنقل إلى شمال إنكلترا لمواجهة نيوكاسل.