إلى سانت دوني !

أهم اللحظات تحت المجهر:

ستاد دو فرانس، هاهم مجددا ! إنها عادة منذ مايو 2015. في كل ربيع يأخذ باريس سان جرمان الطريق الدائري (المحيط بالعاصمة الفرنسية) باتجاه مدينة سانت دوني في الضواحي الشمالية. سيدافع حامل اللقب أربع مرات على تاجه ويعادل أيضا رقما قياسيا جديدا سيضيفه إلى سجل أرقامه الزاخر، بعد تأهله إلى النهائي الخامس على التوالي (مثل ليل بين عامي 1945 و1949). لقد كان ذلك زمن آخر، لنعد إلى الحاضر ونحلل مباراة بلوغ النهائي.

هذا المساء باريس سان جرمان تقمص زي الحصان الأسود لخصمه وواصل سلسلة إنتصاراته المتتالية على الكناري (16 إنتصارا على التوالي). دخل الضيوف المباراة مدافعين وأقاموا سدا منيعا أمام منطقتهم، ورغم نسبة الإستحواذ على الكرة التي بلغت 80%، إلا أن تحصينات نانت كانت منيعة. بالمقابل إعتمد رجال خاليلوزيتش على الهجمات المرتدة، وحاول إفانغليستا بتسديدة قوية (13) لم تجد طريقها إلى المرمى، ولكن التسديدة أعطت أفكارا أخرى للباريسين لإقتحام الخط الخلفي لنانت، إنه التسديد من بعيد، وتحمل فيراتي المسؤولية وأرسل كرة قوية من على خط منطقة العمليات معلنا بها إفتتاح باب التسجيل (1-0، د29) ! نعم: فيراتي المحرك والملهم يتمكن من التحول إلى هداف !

لم يختبر الخط الخلفي الباريسي إلا نادرا على صورة رأسية كوليبالي قبيل نهاية الشوط الأول. بعد الإستراحة دخل الباريسيون بنوايا هجومية، وبعدما إعتقد مبابي، الذي يمر بفترة ذهبية، أنه وسع الفارق من ركلة جزاء، طلب الحكم إعادة التسديد، وفي الثانية تصدى حارس نانت للكرة (66). نعم الساحر إنسان...أو يكاد. وأمام النقص العددي للضيوف بعد طرد كوليبالي ضغط الباريسيون في ربع الساعة الأخير لقتل المباراة والبقاء في مأمن من أي مفاجآت غير سارة، والحسم جاء من ركلة جزاء، سددها مجددا مبابي الذي قرر تحمل المسؤولية وإعادة الكرة وتمكن من مضاعفة النتيجة (2-0، د85) ! النابغة الباريسي دعم أرقامه الإستثنائية، حيث تمكن من تسجيل هدفه السابع عشر في 18 مباراة عام 2019 وحده... بينما وقع داني ألفيس على أول أهدافه هذا الموسم بكرة بعيدة رفعها فوق الحارس تاتاروسانو المتقدم (3-0، 92) ! بقية الإستعراض سيكون بعد 24 يوما في الضاحية الشمالية لباريس...


باريسي في المباراة: ماركو فيراتي
المعتاد على تمريرات متقنة وإهداء الزملاء الأهداف على أطباق من ذهب، هاهو هداف اليوم...وهو أمر نادر الحدوث ! بل أفضل: لقد تمكن من تسجيل ثاني أهدافه بعد تسجيله مع منتخب بلاده قبل 8 أيام (هدفان خلال المباريات الثلاث الأخيرة، بعد صيام دام ل58 مباراة). بعد تمريرة من مبابي سدد فيراتي كرة مركزة ومتقنة سكنت شباك نانت. كما أهدى ألفيس تمريرة حاسمة. وهذا جعل زملاءه يقفزون جميعا عليه فرحا وسعادة بتمكنه من كسر النحس الذي لازمه طويلا !

 

الكلمة: لمسة
بعد دخوله بديلا في الدقيقة ال77 من أجل الحفاظ على التقدم، أضاف مسمارا جديدا في نعش الضيوف ! إنها التلقائية، التي أهدت الحاضرين جوهرة السهرة: تسديدة من فوق الحارس إستثنائية ورائعة، جعلت دفاع الخصم يبقى متابعا ومشدوها فقط. قامة الحارس (197 سم) لم تجد نفعا، هدف الدولي البرازيلي الأول هذا الموسم كان أكثر من رائع خصوصا على مستوى المرونة والدقة ! وروعة الهدف إستحقت الإنتظار حتى الوقت بدل الضائع لمشاهدته 92)...


في الواجهة:

مازال أمام باريس سان جرمان، لحصد كأس خامسة على التوالي، عائق وحيد، وقبل ذلك يجب العودة مجددا إلى أجواء البطولة، حيث يمكن للباريسيين التتويج باللقب وإضافة لقب آخر نهاية هذا الأسبوع (21:00 بتوقيت وسط أوروبا)، حيث سيستقبلون ستراسبورغ (التاسع) في ختام الجولة الحادية والثلاثين.