بعد معركة شرسة في ملعب بارك دي برانس، تغلب باريس سان جيرمان على أرسنال (2-1)، بعد أسبوع من الفوز في لندن. عودة إلى الأمسية المذهلة التي خاضها الباريسيون، الذين تأهلوا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا !
بعد أسبوع من فوزه في مباراة الذهاب على الجانب الآخر من القناة (0-1)، واجه باريس سان جيرمان أرسنال ودوري أبطال أوروبا في مباراة إياب نصف النهائي. في أجواء ملتهبة في ملعب بارك دي برانس، كان باريس يستعد لتجربة واحدة من أعظم الليالي في تاريخه، في محاولة لتأمين تذكرته إلى نهائي البطولة. ولتحقيق ذلك، اعتمد لويس إنريكي على خط دفاع مركزي يضم قائده ماركينيوس وويليان باتشو، أمام المرمى الذي يحرسه جيانلويجي دوناروما. وبدأ أشرف حكيمي ونونو مينديش في مركزي الظهيرين، فيما تولى فيتينيا مكانه في مركز لاعب الارتكاز ، إلى جانب جواو نيفيش وفابيان رويث. وفي الهجوم، بدأ برادلي باركولا في مركز الوسط، بدعم من خفيتشا كفاراتسخيليا وديزيري دويه على الأجنحة.
لكن الغانرز، الذين شعروا بالإحباط بسبب الهزيمة التي تلقوها على أرضهم الأسبوع الماضي، هاجموا المباراة بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي بدؤوا بها في لندن. وعلى رأس الهجوم الإنجليزي، تألق ميكيل ميرينو، لكن رأسيته مرت بجوار المرمى (3). وبعد ذلك، ظهر غابرييل مارتينيلي كلاعب خطير، حيث استحوذ على الكرة داخل منطقة الجزاء قبل أن يسددها ويردها جيجو دوناروما (4).
كانت هذه بداية ربع ساعة أولى من المباراة مليئة بالإثارة والتشويق بالنسبة للفريق الأحمر والأزرق، الذي تعرض لضغط شديد من جانب فريق أرسنال القوي. وواصلت أمواج لندن مهاجمة مرمى باريس، واضطر جيجو لبذل جهد أكبر مرة أخرى، وهذه المرة من تسديدة قوية من مارتن أوديغارد (8)!
وبفضل خط دفاعهم، نجح الباريسيون تدريجيا في استعادة توازنهم، حتى أن خفيتشا كفاراتسخيليا كاد أن يفتتح التسجيل بتسديدة ملتفة بقدمه اليمنى، لكنها اصطدمت بقائم ديفيد رايا (د 17). في ظل الضغط الذي مارسه عليه آرسنال الذي كان متمركزا في منطقة متقدمة من الملعب، أظهر نادي العاصمة أن لديه الموارد وأن بوسعه الاعتماد على دعم جماهير بارك دي برانس التي كانت متحدة في كل انتقال. وكان باريس يعتمد على هذه الأساليب في الاقتراب من مرمى المنافس، وكذلك على الكرات الثابتة. وبالتحديد بعد ركلة حرة نفذها فيتينيا، سدد فابيان رويث كرة رائعة خادع بها حارس أرسنال (1-0، د 27)!
لم يتطلب الأمر الكثير لتخفيف حدة التوتر في ملعب بارك دي برانس الذي انفجر فرحا بالهدف الافتتاحي الذي سجله لاعبهم رقم 8. وكان من الممكن أن يتبع الهدف الثاني سريعًا، لكن برادلي باركولا سقط في مواجهة رايا بعد أن عرقل مايلز لويس سكلي (30). وبعد نصف ساعة أولى من الجنون، واصل الفريقان تبادل الهجمات، لكن دون أن ينجحا في هز الشباك حتى نهاية الشوط الأول.
بعد الاستراحة، تحول الجنون إلى انعدام الثقة، في صراع على القوة حيث حاول كل من الفريقين كسب اليد العليا على الآخر من خلال معركة خط الوسط، دون المخاطرة بكشف نفسه كثيرًا. ولكن مع اقتراب ساعة من النهاية، كان الغانرز لا يزالون يطاردون النتيجة، وفشل مرة أخرى بوكايو ساكا أمام براعة جيجو دوناروما (64).
وبعد لحظات، جاء دور الأحمر والأزرق للهجوم، لكن تسديدة أشرف حكيمي تصدى لها جورين تيمبر. ولسوء الحظ، تمكن ديفيد رايا من صد ركلة جزاء سددها فيتينيا(69) ولم تكن سوى مسألة وقت بالنسبة لنادي العاصمة، الذي ضاعف تقدمه بعد ثلاث دقائق عن طريق أشرف حكيمي، الذي سدد كرة قوية بيمناه بعد تمريرة من عثمان ديمبيلي (2-0، 72)!
منغمسين في فرحة الهدف الثاني الرائع، عاش الجمهور الباريسي كل المشاعر عندما قلص بوكايو ساكا النتيجة في المرمى الخالي، بعد أن استفاد من هجمة مرتدة داخل منطقة الجزاء (2-1، د 76). لكن رد
فعل اللندنيين جاء متأخرا للغاية، ولم يكن هناك ما يمكن أن يحرم نادي العاصمة من فوز يعني التأهل.
بعد معركة شرسة، تغلب باريس سان جيرمان على أرسنال للمرة الثانية وضمن مكانه في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم! للمرة الثانية في تاريخ النادي، الذي سيتحدى إنتر ميلانو في ميونيخ في 31 مايو/أيار المقبل في مباراة قمة جدول الترتيب. مرة أخرى، كان باريس سحريا هذا المساء !