في ختام مواجهة مزدوجة مثيرة للغايةـ مكن باريس سان جيرمان من تجاوز منافسه الانكليزي وحجز مقعدا له في المربع الأخير من دوري الأبطال. عودة لمفاتيح هذا التأهل !
مهاجمون ملهمون…
بدأ كل شيء في حديقة الأمراء. وبعد هدف مورغان روجرز الافتتاحي، عكس مجريات اللعب، قاد ديزيريه دويه فريقه للتمرد من الجانب الأيسر. وبعد أن انطلق من وسط الملعب، أطلق النجم الباريسي رقم 14 تسديدة مذهلة بقدمه اليمنى استقرت في الزاوية البعيدة، بعد أن اصطدمت بالعارضة الأفقية. اعتقدنا أننا سجلنا هدفنا في المباراة، ولكن بما أن الأشياء الجيدة لا تأتي منفردة، نجح خفيتشا كفاراتسخيليا في مضاعفة تقدم نادي العاصمة بعد الاستراحة. وبعد أن استحوذ على الكرة على بعد نحو أربعين متراً من مرمى المنافس، تقدم الجناح الجورجي إلى منطقة عمليات فيلا، وراوغ أكسل ديساسي ثم وبتسديدة صاروخية، أسكن الكرة الشباك من زاوية لم تترك أي فرصة لحارس المرمى الأرجنتيني. إنها سلسلة مراوغات فخمة، سيتذكرها جمهور بارك دي برنس لفترة طويلة.
…وطهيران فعالان
بعد أن تقدم باريس سان جيرمان في النتيجة، نجح في تسجيل الهدف الثالث على أرضه. كان أشرف حكيمي نشطًا للغاية على الجانب الأيمن، ثم استعرض مهارته في منطقة عمليات الفريق الإنكليزي وتفوق على مارتينيز على الرغم من زاوية التسديد الصعبة. ورغم إلغاء الهدف في نهاية المطاف بسبب التسلل، إلا أن الهدف الباريسي الثالث كان بالفعل من صنع الظهير الأيمن. وفي الوقت بدل الضائع من مباراة الذهاب التي جاءت من جانب واحد لصالح الأحمر والأزرق، تسلل نونو مينديش إلى منطقة الجزاء وتغلب على إزري كونسا ثم إيميليانو مارتينيز ليضمن فوز باريس. هدف ثالث سيكون حاسماً قبل مباراة الإياب على ملعب فيلا بارك، حيث تألق ظهيري الفريق العاصمي من جديد. وفي متابعته للكرة التي ردها حارس مرمى فيلا، وجد أشرف حكيمي نفسه في وضع مناسب هذه المرة وأظهر رباطة جأشه ليفتتح باب التسجيل لفريقه بعد مرور إحدى عشرة دقيقة من عمر المباراة. وبعد ربع ساعة، قلده زميله نونو مينديش، الذي كان حاسماً مرة أخرى: ففي نهاية هجمة جماعية رائعة، مرر عثمان ديمبيلي الكرة إلى الدولي البرتغالي على حافة منطقة الجزاء، مسددا كرة قوية ومضاعفا النتيجة !
جيجيو السد المنيع، باشتو الصلب...
حتى مع وجودهم في موقف حرج، لم يستسلم أستون فيلا. وقد أثبت نادي برمنغهام ذلك، حيث بعد تقليص الفارق في الشوط الأول عن طريق يوري تيلمانس، أثار الفريق الأحمر والأزرق الشكوك في الشوط الثاني الذي انتهى بفوز أصحاب الأرض. وبعد أن تقدم الفريق بهدفين عن طريق جون ماكغين وإزري كونسا، بدأ فيلا في الضغط على مرمى جيجيو دوناروما. وكان حارس مرمى منتخب إيطاليا قد نجح في محاولته الأولى لصد رأسية يوري تيلمانس في الدقيقة 60، قبل أن يثبت جدارته مرة أخرى بعد عشر دقائق، بنجاحه في مواجهته الفردية مع ماركو أسينسيو. وعندما يبدو أن آخر حصن باريسي قد تعرض للهزيمة، فإنه يستطيع دائماً الاعتماد على المدافعين عنه. وفي اللحظات الأخيرة من مباراة الإياب المثيرة، أطلق البديل إيان ماتسن تسديدة رائعة بدت وكأنها في طريقها إلى الشباك الجانبية. ولكن هذا لم يكن ليحدث لولا ويليان باتشو الذي كان في خط النار وصد الهجمة الأخيرة للفريق الإنكليزي بفخذه، ليحافظ بذلك على أفضلية الأحمر والأزرق !
رجل ثاني عشر حاضر دائما...
من مرحلة ما قبل المباراة في ملعب بارك دي برانس وحتى صافرة النهاية في ملعب فيلا بارك، تمكن باريسيون من الاعتماد على الدعم الثابت من جماهيرهم، الذين ارتقوا مرة أخرى إلى مستوى المناسبة. أولا، في الحديقة الأميرية، مع تيفو رائع ضم مجموعة بيكي بلايندرز الشهيرة من برمنغهام، والتي تم رفعها قبل دقائق قليلة من انطلاق المباراة، قبل مساعدة رجال لويس إنريكي في قلب الوضع بعد أن افتتح الزوار التسجيل. وبعد ذلك، في مدرجات فيلا بارك، حيث خرج مشجعو نادي العاصمة بأعداد كبيرة لتشجيع فريقهم. فريق تمكن، على الرغم من السيناريو الصعب، من الاعتماد على الدعم الكبير لمواجهة الرياح المعاكسة القادمة من الجانب الآخر. ورغم شهرته كواحد من أكثر الملاعب حماسة في إنكلترا، ظل ملعب فيلا بارك يهتز على إيقاع الهتافات الباريسية لفترة طويلة مساء الثلاثاء. حتى بعد المباراة، حيث لم يفوت الأحمر والأزرق شكر جماهيرهم والاحتفال معهم بالتأهل. إن كان هناك حاجة إلى دليل على تأثير المشجعين الباريسيين في هذه المواجهات الشديدة التنافس...